JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

Accueil

في موكب المحرومين

  

هذه الكلمات الرائعة كتبتها نقلاً عن الإذاعة في العام 1981 ولم أكن أعرف من الشاعر، تذكرتها اليوم وبحثت عنها

 في الانترنت فوجدتها منشورة في صفحة ويكبيديا في العام 2015 باسم الشاعر محمود السيد شعبان وهو على 

ما يبدو مصري من القاهرة.


الغوص في الذاكرة


الحب يشهد أني أنما أغني وجدك يا بيداء

وحسب قلبي عزاء أن يكون أنشودة تبدأ منك و لا تنتهي إلا إليك

أنت يا من أسعدت روحي بنعيم الحرمان

بيداء يا لحن الهوى والطهر من أعماق قلبي

يا سر أشواقي ومعبد لهفتي ومراد حبي

في صمتك الهادي قلوب الحائرين .. عبدت ربي

أهواك يا بيداء لكني أخاف عليك جدبي



بيداء يا مهد الهوى العذري أهوى فيك ليلى

أنا لم أكن قيساً ولكني لقيس كنت ظلا

صاحبته وسبحت في ملكوته قلباً وعقلا

فأخذت عنه الحب تقديساً وتضحية ونبلا




بيداء يا محراب أوهامي و إلهامي و قدسي

شيّعت أحلامي إليك فليتني شيّعت نفسي

ونسيت عندك يا صفاء الروح حرماني و تعسي

و حييت للغد مثلما أحيا على الدنيا لأمسي




يا معبدي كم فوق هذا الترب طال بي السجود

و الحبً دنيا للسعادة ما لها أبداً حدود

أنا إن رجعت إليك يا بيداء طاب لي الوجود

لكنّ دينك أنّ حرماني من الأوهام جود




بيداء ها أنذا سكبت على ثراك دمائيه

ضيّعت عمري فيك لكني وجدت بقائيه

سرّ الحياة هو الفناء و أنت سرّ حياتيه

والجدب يبقى كالخلود له الحياة الثانية




أنا في هواك مشرد الأحلام لكني أغني

جئنا إلى هذا الوجود معاً فكيف كبرت عني

تسعين أوهام الحياة و في غد تسعين فني

إن كنت منك فأنت يا بيداء لو تدرين مني

ما كنت في ماضيك إلا فكرة في الغيب مثلي

ألقت بنا الأقدار في الدنيا معاً فوصلت قبلي

و سبقتني لما تنكر للحياة دمي وعقلي

هل كان علمك يا ابنة الأحقاب إلا بعض جهلي




يا من بدأت من الفناء ستنتهين إلى الخلود

صانتك كف الله من بطش الردى و أذى اللحود

مُتعت بالجدب العقيم و إنه بدء الوجود

والعقم في دنيا الهوى العذري غاية كل جود




هل تذكرين حياتنا الأولى و صحبة مهجتينا

أيام كان الغيب يحنو رقة وهوى علينا

والعقل طفل هدهدته أكفنا فسعى إلينا

ودعته ومضيت مسرعة و سرت أنا الهوينى




أدعوك يا بيداء و الأقدار تسخر من دعائي

أخلقت في واديك للأشواك تشرب من دمائي؟

أرجو لها العيش السعيد و ترتجي أبداً شقائي

دنيا الطموحأنا الذي ضيّعت لي دنيا عزائي




بيداءكم يبنيكِ قلب ... طالما أحْبَبْتِ هدمهْ!

ما كنْتُ أَخْشى حربَ هذا ... الدَّهْرِ لكنْ خفتُ سلمَهْ

فالجدبُ في دنيايَ معنى ... ذقته وعرفْتُ طعمهْ!

هو نعمة قد ظنَّها مَنْ ... لم يسعْهُ الحب نقمهْ!




بيداء ها أنذا أسير مع الحياة إلى ترابي

وغداً سأروي يا ابنة الأحقاب خصبك من يبابي

يا للسعادة في الشقاء أليس ما بك بعض ما بي

يكفيك يا بيداء أنّ مصاب روحك من مصابي




بيداء ما ذقت السعادة في حياتي غير مرة

يوم إلتقيت بها وكنّا في ضمير الغيب فكرة

يا للهوى من ذرة قدسية هامت بذرة

أنا للهوان و إنما هي للسعادة و المسرة




يا ليتني أدري بما بيني و بينك من سدود

ضيعت من عمري أجمعه لأطرح في قيودي

فعرفت فيك حقيقة الدنيا وفلسفة الوجود

لكنني لما اهتديت فقدت من ولهي حدودي




من عاش للحرمان لم يحفل بما سكب السحاب

ولقد يصيب المرء في الدنيا فيطربه العذاب

شرّ الهداية ما أضل بك السبل إليه صاب

فتعال يا حرمان لي أنت الحجا و أنا التراب




بيداء يا لحن الهوى والطهر من أعماق قلبي

يا سرّ أشواقي ومعبد لهفتي ومراد حبي

في صمتك الهادي قلوب الحائرين عبدت ربي

أهواك يا بيداء لكني أخاف عليك جدبي



18 / 4 / 1981

NomE-mailMessage