JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

مهين كما رأيتها

  المقدمة

    بعد النزوح الأول لأهالي مهين إلى مدينة القريتين، ثم بعد أن تلاه النزوح الثاني إلى كثير من بقاع الأرض داخل سوريا وإلى خارجها، راودتني الفكرة في أن أكتب عن مهين كما رأيتها بأم عيني منذ سبعينات القرن الماضي إلى لحظات كتابة هذه الأسطر،

فهناك من وُلد ولم يعرف عن مهين إلا اسمها، وسيكون هناك آخرون لن يعودوا إليها أبداً، وتُنسى كما غيرها من الذكريات التي مرت بأهلها بحلوها ومرّها، وستبقى كثير من الأسئلة المعلّقة التي لا جواب لها، من أين جاء أهلها وما هي أصولهم التاريخية؟ وكيف كانوا يعيشون قبل مئات السنين؟  وبالتالي رأيت أن أحاول وضع مقاربة منطقية في هذا الأمر علّها تلقي الضوء على هذا الموضوع الصعب، فكان لزاماً أن أبحث في كثير من الكتب التي تتحدث عن تاريخ المنطقة الجغرافي والسكاني، وهذا يتطلب المزيد من الوقت وبذل الجهد، وقد لا أحصل على نتيجة مرضية، ولكنّ المحاولة تستحق العناء، والحصول على بعض المعلومات أفضل من عدمها. 

وكان الاستنتاج والاستقراء المقاربة التي اعتمدتها بسبب شحّ المعلومات أو انعدامها، وهذا قد يمهد الطريق لباحثين آخرين في المستقبل لجلاء أسرار صيرورة هذه البلدة.


مهين كما رأيتها


في مثل هذه الدراسة لا يصح إلا أن تُذكر الأشياء بأسمائها، وإلا لن تكون هناك فائدة مرجوة، وستضعف المصداقية، فهذه للتاريخ، ومع هذا فأنا لا أحاكم أحداً ولا أقاضيه، وليس في نيتي التشهير أو النيل من أحد أبداً. وقد حرصت أن أضع الصور المناسبة في مكانها لتكون الدراسة أكثر واقعية، والتي صورْتُ معظمها بهاتفي النقال وبكاميرتي الخاصة، حيث كنت أعمل على نشرها في منتديات مهين، والتي قمت بإنشائها في العام 2006 م.


  ومن ثم قمت بتحويلها فيما بعد إلى موقع مهين للتنمية الريفية التابع لموقع شبكة المعرفة الريفية، والذي كان يضم حوالي تسعين موقعاً لبعض القرى والمدن السورية من عدة محافظات تحت رعاية مكتب الأمم المتحدة ووزارة الاتصالات والتقانة، وقد قسمت الكتاب إلى فقرات موضوعية لتسهل مراجعتها.


 وكان لا بد من العودة تاريخياً إلى فترة ما قبل سبعينات القرن الماضي وخاصة عند البحث عن أصول السكان أو الحالة الجغرافية والسياسية والدينية السائدة في هذه المنطقة منذ القديم، فذكرتُ ما وجدته في بعض الكتب التاريخية وبعض كتب الأنساب بما يتناسب وهدف هذا الكتاب، وتحدثت باختصار عن العادات والتقاليد والتراث وقضايا معيشية أخرى متعلقة، وبعض الأمراض المجتمعية السائدة وأسبابها، وفيما يتعلق بالثورة والحرب وما ترتب على ذلك من نزوح فقد حاولت أن أضع القارئ بصورة الأحداث التي جرت بشكل عام، و كيف كان انعكاسها على الأهالي ومعاناتهم بشكل خاص دون الخوض في كثير من التفاصيل التي أرى أن يخصص لها كتاب منفرد يتحدث عن مشاركة أبناء مهين في الثورة ويسلط الضوء على تضحياتهم.


                                                                 هذا والله ولي التوفيق.

                                                      محمد خير عبد الكريم المصطفى

                                                   2022/9/2








NameE-MailNachricht